من أنا

صورتي
هنا حيث اتحدت الرؤى وتضافرت الجهود لتحقيق رسالة صاغتها أقلام ذات هامات توّاقة للريادة والفاعليّة، و مداد حبورمسيرتها شغف العطاء وخدمة الإنسانية.

السبت، 3 أكتوبر 2015

عقود من خبرة / أ.أسماء مطبقاني




كان الحوار الثالث من سلسلة " عقود من خبرة "

مع الأخصائية المتميزة أ. أسماء مازن مطبقاني حيث قامت بتسليط الضوء على بعض الأمور المهمة في مجال الخدمة الاجتماعية على أرض الواقع فابتدأت حديثها بقولها :



إنّ الخدمة الاجتماعية قائمة منذ خلق الله آدم وحفظ حقوق البشر وكفل لهم حق الحياة الكريمة بمرضاته والعمل لإعمار الأرض وتسخير ما عليها لخدمة الإنسانية وهي جزء من فلسفة الخدمة الاجتماعية، وجزء من أساسيات هذا العلم الذي نسعى لتعليمه لمتخصصيه بطرق علمية وتدريبهم عليه بمهنية عالية.


+ أسماء في سطور:
الأخصائية الاجتماعية أسماء مطبقاني أم لمحمد ومازن دافعها الأول ومحفزها الأساسي للعمل والإنجاز، حاصلة على درجة البكالوريس خدمة اجتماعية من جامعة الملك سعود. تعمل أخصائية اجتماعية بقسم العناية بالموظفين والمسؤولية الاجتماعية في شركة جيم وتاء للاستثمار التجاري بالرياض تخدم تخصصها بشكل، قدمت برنامج للأطفال يتمحور حول أهمية الحفاظ على البيئة وإعادة التدوير وتنمية حس المسؤولية المالية للأطفال من خلال برنامج "المستثمر الصغير" بقناة أجيال 2013، كما عملت بجريدة الوطن مسؤولة عن صفحات خاصة بالأطفال وهي جزء من حقوق الطفل التي اعترفت بها اليونيسكو بـ "ملحق الربوعية وأتو كير" 2012 م. والمشاركات السنوية لمهرجان المدينة المنورة بدأ من عام 1999ــ 2003م. وبعض الأعمال التطوعية لدى الهيئات واللجان الخيرية في تنظيم الحفلات 1998-2003.


+ القطاع الخاص:
تقول الأخصائية أسماء عن عملها: أعمل بالقطاع الخاص في قسم العناية بالموظفين، ومد يد العون للموظفين ودعمهم والاستماع إليهم ومساعدتهم في التعامل مع ضغوط العمل "الإعياء الوظيفي" بالإضافة لعمل أنشطة ترويحية والاهتمام بهواياتهم وتوفير أجواء عائلية داخل الشركة. كما أقوم بدوري في جانب المسؤولية الاجتماعية بتقديم خدمات للمجتمع وتعزيز روح المسؤولية من خلال مشاركة الموظفين وتفاعلهم واستشعارهم لاحتياجات المجتمع المحلي عن طريق المرح لتخفيف الضغوط اليومية والحياتية عنهم، والمشاركة بالفعاليات الموسمية المختلفة من زيارة للمرضى والدور المتخصصة للأيتام وغيرها من خدمات تساهم في رفع مستوى المجتمع ووعيه لتحقيق وتفعيل دور الفرد "الموظف" لتلبية احتياجات أبناء الوطن بجميع فئاته لتحقيق مواطنة الشركة.


+ تحديات وإصرار:
ترى الأخصائية أسماء بأن العمل في القطاع الخاص لا يوجد به أخطاء: لأن العمل في القطاع الخاص يختلف عن التعامل في الجهات التي تقوم على تقديم المساعدة للأفراد، ولكن يعتبر تحديات تواجه الأخصائي الاجتماعي بما أنه جزء من العمل اليومي والاحتكاك المباشر بالعملاء "الموظفين" وهم زملاء داخل الشركة، مما يسبب أحيانا في خلط بين المساعدة في تخفيف الضغوط وتنمية مهاراتهم الحياتية إلى التركيز على تطوير مهاراتهم المهنية، بالإضافة إلى ضعف وعي الجهات الأخرى بأهمية مشاركة القطاع الخاص من خلال الموظفين وليس فقط تقديم مبالغ مادية أو خدمات عينية للجهات الأخرى كالجمعيات الخيرية وغيرها، وهذا ما نحتاج التركيز عليه بجهد إضافي لرفع وعي الموظفين بأهمية مشاركتهم وانخراطهم في تقديم المساعدة لكافة أفراد المجتمع التي تحتاج لذلك من مرضى أو كبار السن وغيرها من الخدمات.


+ واقع وطرفة:
تروي الأخصائية مطبقاني: كانت لي قصة طريفة في إحدى المستشفيات عند طلبي لاستشارة من الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع الضغط الذي مررت به بين ابني المريض وبين إلتزاماتي المنزلية فكان رد الأخصائية أنها لا تقدم سوى خدمات مالية، هنا عدت للبحث من جديد عن دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي، واستمتعت جدا بما يمكن أن يقدمه الأخصائي الاجتماعي للمجتمع بصفة عامة، وقررت حينها تغيير تخصصي من دراسة التاريخ إلى تخصص الخدمة الاجتماعية وعملت كمتطوعة بالمجال الطبي حتى تخرجت من الجامعة.


+ منفعة متبادلة :
تقول الأخصائية أسماء عن مجال الخدمة الاجتماعية: ساعدني تخصصي كثيرا على فهم ذاتي واحتياجاتي الأساسية وآليات التعامل مع ضغوط الحياة والتعامل مع أبنائي، وأن قيمة المرء لا تكون إلا من خلال المشاركة الفاعلة في المجتمع والإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم، خاصة وأن ديننا الحنيف قائم على مساندة الأفراد لبعضهم، وهو حق ومبدأ ديني أساسي من تقبل الآخر ومساعدته والتعايش مع المجتمع والعمل على الإصلاح الدائم لتنمية المجتمع وتطويره وكل ذلك يصب في الأجر العظيم الذي يورثنا رضا الله وجنته.


+ خطوات الغد تبدأ اليوم :
عن خططها المستقبلية تقول الأخصائية أسماء: أسعى حاليا لتأكيد دوري في مجال عملي والتركيز على دراسة أبنائي، بينما أطمح لاستكمال دراسة الماجستير في مجال العلاج الجماعي بعد أن يختم أبنائي حفظ القرآن الكريم بإذن الله، بعد ثلاث سنوات تقريبا.


+ الأخصائي الإجتماعي بين دوره الهام و الاعتراف المجتمعي:
ومن وجهة نظر الأخصائية مطبقاني: إن المجتمع لن يعطي الأخصائي الاجتماعي مكانته التي يستحقها ما لم يقوم هو بدوره في رفع وعي المجتمع بما يمكن أن يسهم به مجال الخدمة الاجتماعية سواء على مستوى الفرد أو المجتمع وتحقيق دروه والتأثير في الأنظمة والقوانين الخاصة بحياة المواطنين والمساهمة في الحفاظ على حقوقهم وتعريفهم بمدى توسع دور الأخصائي وشموليته لكافة المجالات على مختلف الأصعدة. وهذا الجزء النظري بينما إن أردنا معرفة كيفية تحقيق ذلك بشكل عملي، هو العمل بطريقة علمية مهنية وإيصال صوته عن طريق الإعلام والحملات الإعلامية المختصة التابعة لكل أخصائي في مجال عمله.




+ الخدمة الإجتماعية والمسؤولية الإجتماعية بين الأدوار المتماثلة والمفارقات الحتمية :
ترى الأخصائية مطبقاني أن العلاقة طردية بين الخدمة الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية معللة ذلك: إن الخدمة الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية مجالان يسيران على خط واحد يدعمان بعضهما ولا يمكن فصلهما ولا يمكن تحقيق المسؤولية الاجتماعية بشكل صحيح ونتائج ملموسة على أرض الواقع إلا من خلال المختصين في مجال الخدمة الاجتماعية، فإن أردنا أن نلمس احتياجات المجتمع التي يمكن للقطاعات الخاصة المساهمة فيها لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع يجب أن يكون لدينا أخصائي اجتماعي ممارس لمهنته ومتدرب ومطلع ومتواصل بشكل جيد مع الجمعيات الخيرية والمراكز ذات الصلة بوزارة الشؤون الاجتماعية حتى يبني قاعدة صحيحة وسليمة من الأمور التي يحتاجها المجتمع وتكون ذات فاعلية عندما تشارك بها الشركات، مما يساهم في سرعة عجلة التطوير التي تسعى لها حكومتنا وتعمل من أجلها، لكننا نواجه المشكلة الأكبر وهي أن واقع العمل في مجال المسؤولية الاجتماعية يعمل في نطاق ضيق ولا يشمل المجالات التي يحتاج إليها المجتمع. وحتى الآن هذا يعد الجزء النظري بينما إن أردنا التركيز على الجانب العملي كأن نقول مثلا تقديم عمل عقود مع الوزارات المختلفة ومساعدتها في عمل حملات توعوية في مجال الصحة، أو المشاركة في مجال التعليم بعمل أنشطة للطلبة وتقديم التدريب لهم. 


+ الخدمة الاجتماعية ما بين كفتين " كفة المجالات وكفّة الممارسات "  :
وعن مجالات الخدمة الاجتماعية وممارستها تقول الأخصائية أسماء: إن الخدمة الاجتماعية واسعة تشمل كافة المجالات بشكل أو بآخر لذلك إن العمل على تكوين شخصية الأخصائي وتدريبه وتأهيله لممارسة المهنة بطريقة علمية مهنية احترافية هي ما نحتاج له لتحقيق دور الخدمة الاجتماعية ورفع الصورة النمطية لتقديم خدمات مالية أو عينية من خلال الجمعيات الخيرية.


+ سوق العمل للأخصائي الإجتماعي في القطاع الخاص:
تقول الأخصائية مطبقاني عن فرص العمل بالقطاع الخاص: إن فرص الأخصائي الاجتماعي الآن في القطاع الخاص تعد كبيرة جدا بحكم وجود توجه جديد نحو المسؤولية الاجتماعية وفتح باب التوظيف وأتمنى أن يكون هناك ترتيب للتدريب في العمل بهذا المجال وبذلك يمكن له تحقيق دور الخدمة الاجتماعية من خلال تدريبه في هذا المجال.


+ فاعليّة دور الأخصائي الإجتماعي في القطاع الخاص والحكومي :
وعن أفضلية العمل بالقطاع الخاص أو الحكومي ترى الأخصائية أسماء: لا يمكن قياس الأمر بهذه الصورة فالأخصائي الاجتماعي يجب أن ينظر لدوره في كل مكان على حدى وبأنه مهم ومكمل وفاعل، وأعود هنا للتأكيد بأن الأخصائي يجب أن يُهيئ للعمل بطريقة علمية مهنية واحترافية وتدريبه من السنوات الأولى في الدراسة حتى يصل للمستوى المطلوب عند تخرجه وتوجهه لسوق العمل.



+ النادي مبادرة واحتياج :
عن وجود نادي خاص بالخدمة الاجتماعية تقول: إن النادي يعد جزء أساسي ومكمل للمواد الدراسية ومن خلاله يمكن للطالب تطوير مهاراته، وانضمامه للنادي يساعد على العمل التطوعي وهنا يتم التركيز على دور الفرد في تقديم الخدمات لمجتمعه ووطنه وتحقيق المسؤولية الفردية والتي أسميها شخصيا خدمة اجتماعية مدنية أي أن يحقق كل فرد دوره من خلال العمل التطوعي المستمر والدائم ولو بشكل بسيط وهذا العمل سيكون بشكل أفضل لطلبة الخدمة الاجتماعية أكثر من الأفراد الآخرين الغير متخصصين بحكم معرفتهم وتخصصهم.



+ أفكار للنقاش:
وقد طرحت الأخصائية أسماء بعض الأفكار التي يمكن تطبيقها بنادي الخدمة الاجتماعية والتي أبدت رغبتها في العمل والمشاركة لتحقيقها ومنها:
-         العمل على تقديم ساعات عمل تطوعية للطلبة ترتبط بالمواد يتم تحقيقها من خلال اشتراكهم بالنادي.
-         تدريبهم على أن يكون لهم قوائم جاهزة في التواصل مع الجهات المعنية بتقديم خدمات لعملائهم في المستقبل كقائمة بمراكز تقدم خدمات لمرضى السرطان وعلى مثال ذلك.
-         أن يتم تقديم دورات خاصة في تطوير مهاراتهم الحياتية مثل ضبط الإنفعالات، التعامل مع الضغوط، لغة الجسد، الملاحظة المنتظمة، وكل ما يحتاجه الأخصائي من مهارات تساه مفي تطويره وتجهيزه لسوق العمل.


+كلمة أخيرة:
أشكر نادي الخدمة الاجتماعية على هذه الفرصة لمشاركتهم تجربتي في مجال الخدمة الاجتماعية متمنية من المولى لهم كل التوفيق والنجاح.


للتواصل مع الأخصائية الإجتماعية  أسماء مطبقاني

تويتر:   @asmamutabagani

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق